وقفة مع آية :( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ ... )
18 رمضان ,, بقي من رمضان 12 يومآ `~
بسم الله الرحمن الرحيم ...
( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً (11)
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً (12) )
سورة نوح .. ص570
أثناء ذلك كله أطمعهم في خير الدنيا والآخره . أطمعهم في الغفران إذا استغفروا ربهم فهو - سبحانه -
غفار للذنوب:(فقلت:استغفروا ربكم إنه كان غفارا). .
وأطمعهم في الرزق الوفير الميسور من أسبابه التي يعرفونها ويرجونها وهي المطر الغزير ,
الذي تنبت به الزروع , وتسيل به الأنهار , كما وعدهم برزقهم الآخر من الذرية التي يحبونها - وهي البنين -
والأموال التي يطلبونها ويعزونها: يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ,
ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا . .
وقد ربط بين الاستغفار وهذه الأرزاق . وفي القرآن مواضع متكررة فيها هذا الارتباط بين صلاح القلوب واستقامتها على هدى الله ,
وبين تيسير الأرزاق , وعموم الرخاء . . .
جاء في موضع (ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير , وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله ). . .
وهذه القاعدة التي يقررها القرآن في مواضع متفرقة , قاعدة صحيحة تقوم على أسبابها من وعد الله , ومن سنة الحياة ;
كما أن الواقع العملي يشهد بتحققها على مدار القرون . والحديث في هذه القاعدة عن الأمم لا عن الأفراد .
وما من أمة قام فيها شرع الله , واتجهت اتجاها حقيقيا لله بالعمل الصالح والاستغفار المنبئ عن خشية الله . .
ما من أمة اتقت الله وعبدته وأقامت شريعته , فحققت العدل والأمن للناس جميعا , إلا فاضت فيها الخيرات ,
ومكن الله لها في الأرض واستخلفها فيها بالعمران وبالصلاح سواء .
الـــــــــــــــــوقفة /
يقول ابن كثير
إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه ، كثر الرزق عليكم وأسقاكم من بركات السماء ، وأنبت لكم من بركات الأرض وأنبت لكم الزرع ،
وادرلكم الضرع وأمدكم بأموال وبنين أي أعطاكم الأموال والأولاد وجعل لكم جنات فيهاأنواع الثمار وخللها بالأنهار الجارية
وإليكم هذه القصة العجيبة "معجزة الإستغفار"
حدثت هذه القصة في زمن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ، كان الإمام أحمد بن حنبل يريد أن يقضي ليلته في المسجد ،
ولكن مُنع من المبيت في المسجد بواسطة حارس المسجد،، حاول مع الإمام ولكن لا جدوى ، فقال له الإمام سأنام موضع قدمي ،
وبالفعل نام الإمام أحمد بن حنبل مكان موضع قدميه ، فقام حارس المسجد بجرّه لإبعاده من مكان المسجد ،
وكان الإمام أحمد بن حنبل شيخ وقور تبدو عليه ملامح الكبر ، فرآه خباز فلما رآه يُجرّ بهذه الهيئة عرض عليه المبيت ،
وذهب الإمام أحمد بن حنبل مع الخباز، فأكرمه ونعّمه ، وذهب الخباز لتحضير عجينه لعمل الخبز ،
المهم الإمام أحمد بنحنبل سمع الخباز يستغفر ويستغفر ، ومضى وقت طويل وهو على هذه الحال فتعجب الإمام أحمد بن حنبل ،
فلما أصبح سأل الإمام أحمد الخباز عن إستغفاره في الليل ، فأجابه الخباز : أنه طوال ما يحضر عجينه ويعجن فهو يستغفر ،
فسأله الإمام أحمد : وهل وجدت لإستغفارك ثمره ، والإمام أحمد سأل الخباز هذا السؤال وهو يعلم ثمرات الإستغفار ،
يعلم فضل الإستغفار ، يعلم فوائد الإستغفار
فقال الخباز : نعم ،والله ما دعوت دعوة إلا أُجيبت ، إلا دعوة واحدة
فقال الإمام أحمد : وما هي
فقال الخباز : رؤية الإمام أحمد بن حنبل
فقال الإمام أحمد : أنا أحمدبن حنبل ، والله إني جُررت إليك جراً
آستغفر الله الذي لاإله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
اللهم آغفر لي ذنوبي