وقفة مع آية :( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ... )
15 رمضان ,, بقي من رمضان 15 يومآ `~
بسم الله الرحمن الرحيم ...
{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
(20) العنكبوت صفحة { 398}
والسير في الأرض يفتح العين والقلب على المشاهد الجديدة التي لم تألفها العين ولم يملها القلب .
وإن الإنسان ليعيش في المكان الذي ألفه فلا يكاد ينتبه إلى شيء من مشاهده أو عجائبه;
حتى إذا سافر وتنقل وساح استيقظ حسه وقلبه إلى كل مشهد , وإلى كل مظهر في الأرض الجديدة ,,
مما كان يمر على مثله أو أروع منه في موطنه دون إلتفات ولا إنتباه.
وربما عاد إلى موطنه بحس جديد وروح جديد ليبحث ويتأمل ويعجب بما لم يكن يهتم به قبل سفره وغيبته .
وعادت مشاهد موطنه وعجائبها تنطق له بعد ما كان غافلا عن حديثها ; أو كانت لا تفصح له بشىء ولا تناجيه !
فسبحان منزل هذاالقرآن,الخبير بمداخل{ القلوب }وأسرارالنفوس .
الـــــــــــــوقفة /
ِمما يشرح الصدر ويزيح الكرب:
السفر في الديار، وقطع القفار ، والنظر في كتاب الكون المفتوح؛
لتشاهد أقلام القدرة وهي تكتب على صفحات الوجود آيات الجمال
؛ لترى حدائق ذات بهجة، ورياضاً أنيقة، وجنات ألفافاً.
اخرج من بيتك،,
وتأمل ما حولك ,, وما بين يديك وما خلفك،,
أرخِ الغطاء الأسود عن عينيك،,
ثم سر في فجاج الله الواسعة ذاكراً مسبحاً. .
إن الترحال في مسارب الأرض متعة يوصي بها الأطباء لمن ثقلت عليه نفسه،
وأظلمت عليه غرفتُه الضيقة، فهيا بنا نسافر لنسعد ونفرح ونفكر ونتدبر
: وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ[آل عمران:191]