يجيء هذا الأمر للرسول [ صلى الله عليه وسلم ] بعد ذكر جزاء الغاوين وجزاء المتقين في سياق السورة . والمناسبة بينهما ظاهرة في السياق . ويقدم الله نبأ الغفران والرحمة على نبأ العذاب . جريا على الأصل الذي ارتضت مشيئته . فقد كتب على نفسه الرحمة . وإنما يذكر العذاب وحده أحيانا أو يقدم في النص لحكمة خاصة في السياق تقتضي إفراده بالذكر أو تقديمه .
{نَبِّئْ عِبَادِي} أي: أخبرهم خبرا جازما مؤيدا بالأدلة، {أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} فإنهم إذا عرفوا كمال رحمته، ومغفرته سَعَوا في الأسباب الموصلة لهم إلى رحمته وأقلعوا عن الذنوب وتابوا منها، لينالوا مغفرته.
ومع هذا فلا ينبغي أن يتمادى بهم الرجاء إلى حال الأمن والإدلال، فنبئهم {وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الألِيمُ} أي: لا عذاب في الحقيقة إلا عذاب الله الذي لا يقادر قدره ولا يبلغ كنهه نعوذ به من عذابه، فإنهم إذا عرفوا أنه {لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد} حذروا وأبعدوا عن كل سبب يوجب لهم العقاب، فالعبد ينبغي أن يكون قلبه دائما بين الخوف والرجاء، والرغبة والرهبة، فإذا نظر إلى رحمة ربه ومغفرته وجوده وإحسانه، أحدث له ذلك الرجاء والرغبة، وإذا نظر إلى ذنوبه وتقصيره في حقوق ربه، أحدث له الخوف والرهبة والإقلاع عنها...
الـــــــــــوفقة /~
نسب الرحمة لنفسه ! عجبت من هذه الآية التي نسب الله فيها الرحمة لنفسه بينما لم ينسب العذاب لنفسه ! سبحان من وسعت رحمته الذنوب كلها
هذه الآية تنادي كل محروم من التوبة و تقول له فضل الله واسع ،،رحمته سبقت غضبه ،، الله غفور رحيم .. فيارب غفرانك و رحمتك ()
التوازن العبد المؤمن يسير بين الخوف و الرجاء يرجو رحمة الله و يخشى عذابه و هذا هو المنهج القرآني في كثير من آياته ،
فينبغي علينا كمسلمين نأتم بالمنهج القرآني أن نجمع بين الأسلوبين في حياتنا و في تعاملنا مع الناس ,
فلا تكون الحياة دائماً ترف و دلال , و لا تكون دائماً منع و عقاب فالتوازن مطلوب ما دام في ظل الشرع ...
//~
عطروآ مسآمعكم ~
اللهم إنا نعوذ بك من قلب لايخشع , وعين لاتدمع , ودعوة لاتستجاب ~