وقفة مع آية :( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ... )
22 رمضان ,, بقي من رمضان 8 يومآ `~
اللهم أنك عفو تحب العفو فعفو عنا ~
بسم الله الرحمن الرحيم ..
( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ
تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً (24) )
سورة الإسراء ,, ص 284
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ). .
فهو أمر بتوحيد المعبود بعد النهي عن الشرك . أمر في صورة قضاء . فهو أمر حتمي حتمية القضاء .
ولفظة(َقَضَى ) خلع على الأمر معنى التوكيد , إلى جانب القصر الذي يفيده النفي والاستثناء (أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ )
فتبدو في جو التعبير كله ظلال التوكيد والتشديد .
والرابطة الأولى بعد رابطة العقيدة , هي رابطة الأسرة , ومن ثم يربط السياق بر الوالدين بعبادة الله ,
إعلانا لقيمة هذا البر عند الله:
(وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ).
وأَمَر ربك -أيها الإنسان- وألزم وأوجب أن يفرد سبحانه وتعالى وحده بالعبادة،
وأمر بالإحسان إلى الأب والأم، وبخاصة حالةُ الشيخوخة، فلا تضجر ولا تستثقل شيئًا تراه من أحدهما أو منهما،
ولا تسمعهما قولا سيئًا، حتى ولا التأفيف الذي هو أدنى مراتب القول السيئ، ولا يصدر منك إليهما فعل قبيح،
ولكن ارفق بهما، وقل لهما -دائما- قولا لينًا لطيفًا.
وكُنْ لأمك وأبيك ذليلا متواضعًا رحمة بهما، واطلب من ربك أن يرحمهما برحمته الواسعة أحياءً وأمواتًا،
كما صبرا على تربيتك طفلا ضعيف الحول والقوة.
إن الوالدين يندفعان بالفطرة إلى رعاية الأولاد . إلى التضحية بكل شيء حتى بالذات
فأما الأولاد فسرعان ما ينسون هذا كله , ويندفعون بدروهم إلى الأمام .
إلى الزوجات والذرية . . وهكذا تندفع الحياة .
ومن ثم لا يحتاج الآباء إلى توصية بالأبناء . إنما يحتاج هؤلاء إلى استجاشة وجدانهم بقوة ليذكروا
واجب الجيل الذي أنفق رحيقه كله حتى أدركه الجفاف !
ثم يأخذ السياق في تظليل الجو كله بأرق الظلال ; وفي استجاشة الوجدان بذكريات الطفولة ومشاعر الحب والعطف والحنان:
(إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا ). . والكبر له جلاله , وضعف الكبر له إيحاؤه ;
(فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا )وهي أول مرتبة من مراتب الرعاية والأدب ألا يند من الولد
ما يدل على الضجر والضيق , وما يشي بالإهانة وسوء الأدب . .
(وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ) وهي مرتبة أعلى إيجابية أن يكون كلامه لهما يشي بالإكرام والاحترام . .
(وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ )وهنا يشف التعبير ويلطف , ويبلغ شغاف القلب وحنايا الوجدان .
فهي الرحمة ترق وتلطف حتى لكأنها الذل الذي لا يرفع عينا , ولا يرفض أمرا . وكأنما للذل جناح يخفضه إيذانا بالسلام
الــــــــــــــوقفة /
تأمُلِي :
الوفاء !
إن من أحق الناس بالوفاء الوالدين ،، استغرب ممن يفيض بمشاعر الحب و المودة للأصدقاء بينما الوالدين هم أفقر الناس لتلك المشاعر!
أدع الله أن يقدرك على رد حقهما و لو جزء بسيط لأنك لن تستطيع رده كاملاً !!
و قبلات الرأس لا تنسها كلما رأيت أحدهما جُد بتلك القبلات على رأسيهما فهي أحلى لحظات القرب بين الابن و والديه ()
و ألقمهما الطعام بيدك فالطبع سيكون لتلك اللقمة نكهة لا مثيل لها عندهما ()
و كلما أحسست بجفوة بينك و بين والديك تذكر يوم الفراق الذي لا لقاء بعده في الدنيا :…( حينها ستذوب تلك الحواجز التي بينكما :”")
اللهم متعهما بالصحة و العافية و أجعلهما ذخراً لي و قدرني على برهما
ربي ارحمهما كما ربياني صغيراً :”")
~ متى آخر مرة أهديت هدية لوالديك ؟ ربما الإهداء لهما في يوم عيد الفطر فكرة رائعة ; )