وقفة مع آية :( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ ... )
21 رمضان ,, بقي من رمضان 9 يومآ `~
بسم الله الرحمن الرحيم ..
يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى
مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً (108)
سورة النساء .. ص 96
تصوير منفر لسلوك هؤلاء الخونة الآثمين:
يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله - وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول . . .
وهي صورة زرية داعية إلى الاحتقار والسخرية . زرية بما فيها من ضعف والتواء ,
وهم يبيتون ما يبيتون من الكيد والمؤامرة والخيانة ; ويستخفون بها عن الناس .
والناس لا يملكون لهم نفعا ولا ضرا . بينما الذي يملك النفع والضر معهم وهم يبيتون ما يبيتون ;
مطلع عليهم وهم يخفون نياتهم ويستخفون . وهم يزورون من القول مالا يرضاه !
فأي موقف يدعو إلى الزراية والاستهزاء أكثر من هذا الموقف ?
(وكان الله بما يعملون محيطًا . . .
إجمالا وإطلاقا . . فأين يذهبون بما يبيتون . والله معهم إذ يبيتون .
والله بكل شيء محيط وهم تحت عينه وفي قبضته ?
الـــــــــــــــــــــــوقفة /
تأمُلي :
المراقبة الذاتية
يجلس الشاب في غرفته و يرى الأفلام الخليعة في جهاز الكمبيوتر ،،
تجلس الفتاة لوحدها و تحادث الشباب في هاتفها ،
و فجأة يدخل طفل على أحدهم !
فماذا سيكون حاله ؟؟؟؟
هل هذا الطفل أعظم عنده من الله !!
الجواب في هذه الآية العظيمة تهز من كان في قلبه إيمان ، من كان الله أعظم عنده من الخلق ،،
لماذا يكون العمل أفضل عند الناس و يكون أسوأ إذا خلوت بنفسك !!
هل الناس أعظم ممن يراقب دقات قلبك ؟؟ لماذا تخاف الناس أكثر من خوفك من الله ؟
هل الناس يقدرون على نفعك أو ضرك بلا إذنه !
متى تصل إلى درجة الإحسان “أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك !”
إلى كل إنسان له قلب راقب الله في كل تصرف من تصرفاتك في بيتك ، مع أبناءك ، مع مديرك ، مع جيرانك
ليكن ظاهرك و باطنك نقياً أبيضاً لا تشوبه شائبة ..
أجمع العارفون بالله على أن ذنوب الخلوات هي أصل الانتكاسات ،
و أن عبادات الخفاء هي أعظم أسباب الثبات . الإمام ابن القيم -رحمه الله-
إذا أردت أن تعرف حالك في حياة البرزخ .. فانظر إلى حالك في الخلوات . الشيخ صالح المغامسي-حفظه الله-
وإذا خلوت بريبة في ظلمة ،،، والنفس داعية إلى العصيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها ،،، إن الذي خلق الظلام يراني !