وقفة مع آية :( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ,ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ ...)
14 رمضان ,, بقي من رمضان 16 يومآ `~
بسم الله الرحمن الرحيم ...
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ «45» ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ «46»
نقف أمام اللفتة الصادقة العميقة في قوله تعالى عن المتقين :
(إن المتقين في جنات وعيون . ادخلوها بسلام آمنين .
ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين .). .
إن هذا الدين لا يحاول تغيير طبيعة البشر في هذه الأرض ; ولا تحويلهم خلقا آخر .
ومن ثم يعترف لهم بأنه كان في صدورهم غل في الدنيا ;
وبأن هذا من طبيعة بشريتهم التي لا يذهب بها الإيمان والإسلام من جذورها ;
ولكنه يعالجها فقط لتخف حدتها , ويتسامى بها لتنصرف إلى الحب
في الله والكره في الله - وهل الإيمان إلا الحب والبغض ? - ولكنهم في الجنة –
وقد وصلت بشريتهم إلى منتهى رقيها وأدت كذلك دورها في الحياة الدنيا
- ينزع أصل الإحساس بالغل من صدورهم ; ولا تكون إلا الأخوة الصافية الودود . .
إنها درجة أهل الجنة . . فمن وجدها في نفسه غالبة في هذه الأرض ,
فليستبشر بأنه من أهلها , مادام ذلك وهو مؤمن , فهذا هو الشرط الذي لا تقوم بغيره الأعمال ...
ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود والمغيرةب ن شعبة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : "آخر من يدخل الجنة :رجل فهو يمشي على الصراط مرة ، ويكبو مرة ،
وتسفعه النار مرة ، فإذا جاوزها التفت إليها ، فقال :
تبارك الذي نجاني منك، لقد أعطاني الله شيئاً ما أعطاه أحداً منا لأولين والآخرين.
فترتفع له شجرة فيقول : أي رب أدنني من هذه الشجرة أستظل بظلها وأشرب من مائها
فيقول الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها ؟
فيقول : لا يا رب ، ويعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره ، لأنه يرى مالا صبر له عليه ،
فيدنيه منها فيستظل بظلها ،ويشرب من مائها.
ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى ، فيقول: يا رب أدنني من هذه لأشرب من مائها ،
وأستظل بظلها لا أسألك غيرها
فيقول : يا ابن آدم ألم تعاهدني أنك لا تسألني غيرها ؟
فيقول:لعلي إن أدنيتك منها أن تسألني غيرها ، فيعاهده أن لايسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له
عليه فيدنيه منها ، فيستظل بظلها ، ويشرب من مائها
ثم ترفع له شجرة عند بابالجنة هي أحسن من الأوليين
فيقول : أي رب أدنني من هذه الشجرةلأستظلَّ بظلها وأشربَ من مائها لا أسألك غيرها
فيقول : يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لاتسألني غيرها ؟
قال : بلى يا رب ، هذه لا أسألك غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له
عليه فيدنيه منها ، فإذا أدناه منها سمعأصوات أهل الجنة
فيقول: يا رب أدخلنيها
فيقال له : ادخل الجنة فيقول : رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم
فيقول الله : يا ابن آدم ما يرضيك مني ؟!
أترضى أن يكون لك مثل ملك من ملوك الدنيا؟
فيقول :رضيت رب
فيقول : لك ذلك ومثله ، ومثله ،ومثله ، ومثله
فيقول في الخامسة : رضيت رب
فيقول الله تعالى : لك ذلك وعشرة أمثاله ، ولك مااشتهت نفسك ولذّت عينك
ثم يقول الله تعالى له : تمن ،فيتمنى ،
ويذكرهالله:سل كذا وكذا ، فإذا انقطعت به الأماني
ثم يدخل بيته ويدخل عليه زوجتاه من الحور العين، فيقولان :
الحمد لله الذي أحيا كلنا وأحيانا لك
فيقول:ماأعطى أحد مثلما أعطيت .
قال ( يعني موسى عليه السلام ) :
رب فأعلاهم منزلة ؟
قال : أولئك الذين أردت غرس كرامتهم بيدي وختمت عليها
فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر,,
فـسبحان من غرست يداه جنةا لفردوس عند تكامل البنيان
ويداه أيضا أتقنت لبنائهافتبارك الرحمن أعظم بان,,
اللهم اجعلنا من المتقين الأبرار، وأسكنا معهم في دارالقرار،
ولا تجعلنا من المخالفين الفجار ،
وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة،
وقنا عذاب النار، يا من لم يزل ينعم ويجود ، برحمتك …