يتعرض السياق :لنظام التكافل والتعاون الممثل في الزكاة المفروضة و الصدقات المتروكة للتطوع . وفي هذه الآية نجدالحديث عن تكليف البذل والإنفاق , ودستور الصدقة والتكافل . والإنفاق في سبيل الله هو صنو الجهاد الذي فرض الله على الأمة المسلمة ,
إن الدستور لا يبدأ بالفرض والتكليف, إنما يبدأ بالحض والتأليف .. انه يعرض صورة من صور الحياة النابضة النامية المعطية الواهبة : صوره الزرع .هبة الأرض أو هبة الله .الزرع الذي يعطي أضعاف ما يأخذه , ويهب غلاته مضاعفه بالقياس إلى بذوره . يعرض هذه الصورة الموحية مثلا للذين ينفقون أموالهم في سبيل الله:
إن المعنى الذهني للتعبير ينتهي إلى عمليه حسابية تضاعف الحبة الواحدة إلى سبعمائة حبه! أما المشهد الحي الذي يعرضه التعبير فهو أوسع من هذا وأجمل انه مشهد الحياة النامية. إن الله يضاعف لمن يشاء . يضاعف بلا عده ولا حساب. يضاعف من رزقه الذي لا يعلم احد حدوده؛ ومن رحمته لا يعرف احد مداها : ((وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )).. واسع .. لا يضيق عطاؤه ولا يكف ولا ينضب . عليم .. يعلم بالنوايا ويثبت عليها , ولا تخف عنه خافيه.