عاشتْ جَدَّةٌ عجوزٌ مع ابنتِها وحفيدِها. ومع تقدُّمِها في العمر ازدادتْ ضعفاً ووَهَناً وبدلاً مِن أنْ تكونَ عوناً للآخرين في البيتِ غدتْ مصدراً ثابتاً لغضبِ ابنتِها عصبيَّة المِزاج بكسرِها الصُّحونَ والكؤوسَ وإضاعتِها السَّكاكينَ ونسيانها لصنبور المياه مفتوحاً. وذاتَ يومٍ كسرتِ العجوزُ صحناً ثميناً فغضِبت ابنتُها وأرسلتِ الحفيدَ ليشتريَ صحناً خشبياًّ لجدَّتِه وملعقةً خشبيَّةً.
تردَّد الصَّبِيُّ لأنَّه عرف أنَّ الصَّحْنَ الخشبيَّ سوف يُذِلُّ جدَّته لكنَّه ذهب لشرائِه. ثمَّ عاد ومعه صحنان بدلاً مِن واحدٍ.
فقالتْ له أمُّه غاضبة:ً"أنا طلبْتُ منك أن تشتريَ واحداً فقط، أفلم تسمَعْني؟
فقال الصَّبيُّ : نعم، ولكنِّي اشتريْت الثَّاني لكيْ يكونَ لكِ عندما تُصبحين عجوزاً.